10 شخصيات تاريخيّة مثليّة الجنس

10 – أوسكار وايلد

مرَّت حياة الكاتب والشاعر الأيرلندي أوسكار وايلد بمراحل مختلفة، لم يتَّفق المؤرخون بشأنها، لكن الثابت هو أن «وايلد» اتجه إلى حياة جنسية مثلية في إحدى تلك المراحل على الأقل.

مع قرب انهيار زواجه وحمل زوجته في مولودهما الثاني، دخل «وايلد» في علاقة مع شابٍ يبلغ من العمر 17 عامًا يُدعى «روبرت روس».

«وايلد» هو مؤلف رواية «صورة دوريان جراي» الشهيرة، والكثير من الأعمال المسرحية والشعرية التي حازت شعبية كبيرة في لندن، وتُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات، حتى عباراته الساخرة من الزواج، مثل: «الزواج هو انتصار الخيال على الذكاء.»

9 – أندريه جيد

يعتقد الكثير من الناس أن «أوسكار وايلد» كان السبب في تحوّل المؤلف الباريسيّ «أندريه جيد» إلى المثليّة الجنسية، لكن الحقيقة هي أن «جيد» كان قد اكتشف ميوله قبل ذلك، وبدأ في تقبّل مشاعره وتلبية رغباته أثناء ترحاله في شمال أفريقيا وتواجده في تونس، قبل أن يلتقي بـ«أوسكار» ويتعرّفا على مثلية بعضهما البعض في الجزائر.

في الواقع، هناك الكثير من التشابهات بين حياتي «أندريه جيد» و«أوسكار وايلد،» فقد جاءا من عائلتين متماثلتي الظروف، و كلاهما قرر أن يتزوج رغم معرفتهما بحقيقتيهما، وكلاهما كان يُحب صغار السن.

كان «جيد» مُلهمًا لكتّاب بحجم «ألبير كامو،» و«جون بول سارتر،» ولاقى الكثير من الاستنكار والشجب عقب دفاعه علنًا عن المثلية في كتابه «كوريدون،» لكن ذلك لم يمنعه من الحصول على جائزة نوبل في الآداب، وله الكثير من الأعمال المُهمة، مثل: «سيمفونية باترول» و«المزيفون.»

 8 – سيمون دي بوفوار

يقترن عادةً اسم الكاتبة والمُفكرة الوجودية الفرنسية «سيمون دي بوفوار» باسم «جون بول سارتر،» الفيلسوف والروائي الشهير، إلا أن علاقتهما المنفتحة الطويلة كانت تحمل بين طيّاتها الكثير من الأمور المثيرة للجدل، أحدها مثليتها الجنسية.

يعُرف عن «سيمون» أنها اتخذت عدة رفيقات في علاقات مثليّة، ولم يتوقف الأمر على ذلك وحسب، وإنما كانت تستغل منصبها الوظيفي كمُدرسة جامعية في إغواء عدة طالبات، ثم تطوّر الأمر إلى أنها كانت تغوي طالباتها وتستدرجهن إلى سرير «سارتر» تلبيةً لشهواته، مما انتهى بها إلى مواجهتها لاتهامات رسمية أدت إلى منعها من مهنة التدريس.

يُعد كتابها «الجنس الآخر» أحد الأعمدة التي يقوم عليها التفكير النسوي، ولها عدة روايات شهيرة بعد روايتها الأولى «أتت لتبقى،» التي تصور وقائع حقيقية من حياتها.

7 – آلان تيورنج

يُعد العالم البريطاني، آلان تيورنج، مؤسس علوم الحاسب، بالإضافة إلى إسهاماته في علميّ الرياضيات والمنطق وعدة علوم أخرى. ساعد تيورنج الحلفاء على تحقيق انتصارهم في الحرب العالمية الثانية، عن طريق بناء آلة تستطيع كسر شفرات الاتصال الألمانية.

على الرغم من خِطبته إلى زميلته «جوان كلارك» أثناء عملهما خلال الحرب، إلا أن اعترافه لها بميوله المثلية أدت إلى إنهاء هذه العلاقة باكرًا.

إثر حادث سطو على بيته، أدت التحقيقات إلى كشف علاقته المثلية مع شابٍ في التاسعة عشر من عمره، مما أدى إلى اتهامه بعدم الاحتشام، فقد كانت المثليّة مُجرّمة في بريطانيا حتى عام 1967، ولكي يتفادى السجن، اختار عقوبة الإخصاء الكيميائي.

بعد تسعةٍ وخمسين عامًا من وفاته، مُنح «تيورنج» عفوًا ملكية، وقدّم رئيس الوزراء البريطاني آنذلك، «جوردون براون،» اعتذارًا على المعاملة السيئة التي تلقاها.

 6 – إليانور روزفيلت

حظت إليانور روزفيلت، السيدة الأولى وزوجة الرئيس فرانكلين روزفيلت، على مكانة مميزة في قلوب الأمريكيين، وذلك من خلال كفاحها من أجل حقوق الإنسان وتحقيق المساواة، لكن في أثناء الحملة الانتخابية التي أتت بزوجها إلى البيت الأبيض تعرفت على «لورينا هيكوك»، صحفية شابة في وكالة «أسوشيتيد برس،» التي صارت بعد ذلك صديقتها المقربة.

تكشف خطابات «إليانور» إلى «هيكوك» عن أبعاد أخرى لهذه العلاقة، التي قد تطورت إلى حبٍ حقيقيّ، فتقول لها في إحدى الخطابات: «لقد أصبحت جزءًا من حياتي، حتى أنها ستصبح خاويةً بدونك.» وفي خطابٍ آخر: «إنني أتمنى لو كان بإمكاني أن أنام بجوارك هذه الليلة، كي أستطيع أن أحتضنك بين ذراعيّ.»

لم تقتصر حياة «إليانور» العاطفية تجاه النساء على «هيكوك» فقط، فتشير بعض التكهنات إلى تقرّبها من عدة صديقات لها، ويُشاع أن زوجها، فرانكلين، كان في نفس الوقت على علاقة بمساعدته «مارجريت لوهاند،» مما يوحي بأن كلاهما كان على علم بعلاقات بعضهما البعض، وبقبولهما لذلك الوضع.

 5 – ت. س. إليوت

على ديوانه، «بروفروك ومشاهدات أخرى،» ستجد إهداء الشاعر الأمريكي الشهير، «توماس إليوت» إلى «جون فيردينال،» الشخص الذي يُعتقد أن إليوت كان على علاقة مثلية به. كان «إليوت» قد التقى بـ«فيردينال» عام 1910 أثناء إقامته في باريس عندما كان يدرس في السوربون، وتبادلا عدة خطابات بعد رحيل «إليوت.»

بالإضافة إلى الديوان المُهدى إليه، يُعتقد أن «إليوت» قد استوحى إحدى شخصيات قصيدته الأشهر، «الأرض الخراب» من «جون.»

لإليوت العديد من القصائد الشهيرة الأخرى، مثل: «الخاوون» و «أربعاء الرماد» وأيضًا «جريمة في الكاتدرائية،» وقد حصل على جائزة نوبل في الآداب لدوره الرائد في تكوين شكل القصيدة المعاصرة.

 4 – فيرجينيا وولف



لم تقتصر علاقة الكاتبة الإنجليزية «فيرجينيا وولف» بالمثلية على معالجتها إياها في روايتها «السيدة دالواي» فقط، فقد كان لفيرجينيا علاقات مثليّة مع عدة سيدات، ويربط البعض ذلك بالمشاكل النفسية التي مرت بها في حياتها، مثل وفاة والدتها في صباها، وتعدّي أخاها، غير الشقيق، عليها جنسيًا. أشهر هذه العلاقات التي حظت بها «فيرجينيا» وأقربها إلى قلبها كانت مع الشاعرة الإنجليزية «فيتا ساكفيل ويست،» والتي ألهمتها بعدة روايات مثل «أورلاندو» و «الفنار.» في ظل هذه الحقائق، فبإمكاننا أن نأخذ كلامها حرفيًا حين قالت: «فقط النساء هن من يثرن خيالي.»

3 – ميشيل فوكو

على الرغم من أن المثليّة الجنسية كانت محظورة اجتماعيًا في فرنسا، إلا أن «فوكو» لم يكترث لذلك وعبّر عن ميوله بوضوح أثناء الدراسة الجامعية عن طريق انخراطه وسط جماعات المثليين بباريس. لاحقًا، ارتبط «فوكو،» المؤرخ والفيلسوف الفرنسي، بصديقه الحميم «دانييل دوفيه،» عالم الاجتماع، واستمرت العلاقة حتى مع ابتعاد «فوكو» بسبب انتقاله لتونس كي يدرس في جامعتها، وظلّا معًا إلى أن توفي «فوكو» بمرض الإيدز، ليكون أول شخصية عامة فرنسية تموت بهذا المرض.

يشتهر «فوكو» أيضًا بدراساته المهمة في علم النفس، وبكتبه »تاريخ الجنس» و«المراقبة والمعاقبة»، وبأثره البالغ على الحياة الأكاديمية بشكل عام.

  2 – فريدا كالو

لم ترجح الرسامة الميكسيكية «فريدا كالو» كفة أحدٍ عن الآخر، فقد انخرطت في علاقاتها مع رجال ونساء دون تمييز، وذلك على الرغم من زواجها من الرسام الميكسيكي «دييجو ريفيرا.» كان «دييجو» على علم بعلاقات «فريدا» المتعددة، وإن عُرف عنه تسامحه مع علاقاتها النسائية، إلا أنه كان يشعر بالغيرة من علاقاتها بالرجال الآخرين، مما جعل زواجهما متخبطًا، فانفصلا مرة، قبل أن يتزوجا من جديد.

أشهر علاقات «فريدا» المثلية كانت مع الممثلة والراقصة، «جوزافين باكير،» والمغنية الميكسيكية «شافيلا فارجاس،» وأيضًا الرسامة الأمريكية «جورجيا أوكيفي.» بالإضافة إلى علاقتها غير المثلية بـ«ليون تروتسكي،» الماركسي الشهير، أحد زعماء الثورة البلشفية.

يُحتفى الآن بأعمال «فريدا،» فتعرض لوحاتها بمعارض عديدة حول العالم. نُشرت مذكراتها، وسجل الكثير من الكتاب سيرتها الذاتية، التي صوّرت في فيلم سينمائي، وتُباع لوحاتها بأسعار تصل لخمسة ملايين دولار.

 1 – الإسكندر الأكبر

لم يكن المجتمع اليوناني القديم يصنف الميول الجنسية على حسب نوع الأشخاص كما هو الحال في العصور اللاحقة، إنما كان التصنيف يقتصر على أدوار طرفي العلاقة الجنسية أثناء حدوثها، رابطين الفاعل بالذكورة أو النضج وجاعلين منه الطرف الأقوى، بينما يرتبط الطرف الآخر بالأنوثة أو الطفولة، ويكون الطرف الأضعف.

في ضوء ذلك، يُحتمل أن يكون الإسكندر الأكبر قد ارتبط بعلاقة مثلية مع صديقه المقرب «هيفايستيون،» الذي وُصف بـ«محبوب الإسكندر» على لسان أحد مؤرخي ذلك العصر، ووصفهما معلمهما أرسطو بأنهما: «روحٌ واحدة تسكن جسدان.» لكن تبقى كل هذه مجرد تكهنات، قد تكون قد أخطأت فهم مجرد صداقة قوية بين «الإسكندر» و«هيفايستيون.»

لم تقتصر الاحتمالات على «هيفايستيون» فقط، وإنما يُعتقد أن «باجوس» قد ارتبط مع «الإسكندر» في علاقة مثلية. منحه نبيل فارسي للإسكندر استرضاءً له، وعلى العكس من «هيفايستيون،» فإن وضع «باجوس» بسبب جنسيته وقلَّة شأنه يجعل تصنيفات الجنس السابق ذكرها لدى اليونانيين تنطبق عليه، مما يقوي من هذه الشكوك.